فليباشر هذه الوظيفة التي هي من أجل الوظائف وليشكر ما أولي من المعروف وأسدي إليه من العوارف وليبذل جهده في صلاح الأحوال وتثمير الأموال وتقرير القواعد على السداد وإجراء العوائد على وفق المراد فإنه ممن دلت خبرته على جميل آثاره ولاحت الغبطة في اختياره الذي أغنى عن تقديم اختباره كيف لا وهو ممن نشأ في خدور فنون الكتابة واشتهر في مواطن النضال مع وفور الانتقال بحسن الإصابة فهو إن شاء الإنشاء بلغ منه المرام وإن بسط الجرائد للتصرف قيل هذا الكاتب النظام كم له من يد بيضاء في التبييض والتسويد وهمة علياء بلغ بها من السيادة ما كان يريد .
فليقدم خيرة الله تعالى في هذا الأمر ويجعلها إمامه وليتمسك بها مقتديا بمن قدمها أمامه وليكن عند حسن الظن به ليبلغ من سعادة الدارين مرامه .
والوصايا التي يعم نفعها ويتعين على تناسب الأعمال جمعها به تسلك سبلها وعنه تؤخذ تفاصيلها وجملها فليسلك منها الأقوام الأرشد وليتمسك بالأقود الأحمد بحزم وافر وعزم غير قاصر وليتناول معلومه الشاهد به الديوان المعمور أحيان الوجوب والاستحقاق رزقا دارا هنيا ميسرا سارا من غير تقتير ولا تكدير ولا تنغيص ولا تأخير .
توقيع بمشيخة المقام الأدهمي كتب به باسم الشيخ عبد الله السطوحي بالمجلس العالي وهو .
أما بعد حمد الله الذي سقى محلنا بإيابه وأنبت عشبنا بسحابه وأقرأنا كتاب وجهه وأغنانا عن وجه كتابه وجعل لكل مقام مقالا من صدق