المراقبة بالسبب الأقوم الأقوى مجددا رسوم هذه الصناعة التي ربعها قد درس ومحلها قد أقوى فإن المتقي لله الراضي به هو الراشد الفائز بالسعادة والمتوكل عليه المطيع له هو الواثق ببلوغ القصد الحائز للارادة وليطرز حلل البيان بوشي بنانه الذي أصبح ديباج الطرس به معتزا وليقوم معاني البديع بعامل قلمه الخطي الذي أمسى الفضل به كالسمهري قائما مهتزا مستكفيا بما يصرعه ويرصعه نظما ونثرا من البدائع مستعليا لما يرفعه ويفرعه من غرر الفقر ودرر الفكر بخاطره الوقاد النقاد المنقاد الطائع مقتفيا فيما ينشئه آثار ما يصدر عن الحاكم والآمر مكتفيا فيما يبديه بمقدار ما تبرز به المراسيم والأوامر حافظا للسر العزيز كاتبا كاتما فلا يعضده فيه عاضد ولا يظفر به ظافر معتمدا على الكتمان في جميع ما يورده ويصدره مقتصدا بالتوفيق في سائر ما يخفيه ويظهره .
والوصايا فمن آدابه تستفاد والنصائح فلها منه المبدأ وإليه المعاد فليتسنم ذروة أعلاها وليتنسم نفحة رياها .
توقيع بشهادة دار الضرب بطرابلس وهو .
رسم بالأمر لا زال رأيه الشريف يقرب من الأمور صوابا ولا برح أفق سماء مملكته الشريفة يطلع بفلكه بدرا منيرا وشهابا أن يرتب فلان لأنه العدل الذي اشتهرت عدالته والأمين الذي بهرت فظهرت أمانته والرئيس الذي ما برح صدر المحافل والفاضل الذي فاق بفضله على الأقران والأماثل وشهدت بنزاهته المشهورة الأواخر والأوائل .
فليباشر هذه الوظيفة مباشرة مطابقة لعدالته المشهورة معربة عن أصالته المخبورة موضحة عن ديانته التي غدت في العالمين معروفة غير منكورة ليصبح هذا المنصب مشرقا بنوره سني الأرجاء بساطع ضياء شهابه ونور بدوره وهو أعزه الله غني عن وصية منه تستفاد أو تنبيه على أمر منه يبدأ