من أهل الملل ويعتمد عليه أن يستقر فلان وفقه الله تعالى بطريرك الملكية بالمملكة الشريفة الشامية المحروسة حسب ما اختاره أهل ملته المقيمون بالشام المحروس ورغبوا فيه وكتبوا خطوطهم به وسألوا تقريره في ذلك دون غيره إذ هو كبير أهل ملته والحاكم عليهم ما امتد في مدته وإليه مرجعهم في التحريم والتحليل وفي الحكم بينهم بما أنزل الله تعالى في التوراة ولم ينسخ في الإنجيل وشرعته مبنية على المسامحة والاحتمال والصبر على الأذى وعدم الاكتراث به والاحتفال .
فخذ نفسك في الأول بهذه الآداب واعلم بأن لك في المدخل إلى شريعتك طريقا إلى الباب فتخلق من الأخلاق بكل جميل ولا تستكثر من متاع الدنيا فإنه قليل وقدم المصالحة بين المتحاكمين إليك قبل الفصل البت فإن الصلح كما قيل سيد الأحكام وهو قاعدة دينك المسيحي ولم تخالف فيه المحمدية الغراء دين الإسلام ونظف صدور إخوانك من الغل ولا تقنع بما ينظفه ماء المعمودية من الأجسام وإليك الأمر في البيع وأنت راس جماعتك والكل لك تبع فإياك أن تتخذها لك تجارة مربحة أو تقتطع بها مال نصراني تقربه فإنه ما يكون قد قربه إلى المذبح وإنما ذبحه وكذلك الديارات والقلالي يتعين عليه أن يتفقد فيها كل أمر في الأيام والليالي