في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان فصح النقل بنبوته وآدم في الماء والطين وأوضح ذلك البرهان وعلى آله وصحبه الذين سادوا بإخلاص الوحدانية وشادوا أركان الملة المحمدية وأعزوا الإيمان وأذلوا الطغيان صلاة ينفح طيبها ويفصح خطيبها ويفرح بها الرحمن فإن أولى من أقمناه بطريكا على طائفة النصارى الملكية على ما يقتضيه دين النصرانية والملة العيسوية حاكما لهم في أمورهم مفصحا عما كمن في صدورهم من هو أهل لهذه البطريكية وعارف بالملة المسيحية أخذه لها أهل طائفته لما يعلمون من خبرته ومعرفته وكفايته ودربته وندب إلى ولاية يستحقها على أبناء جنسه ورغب في سلوكه لها مع إطابة نفسه مع ماله من معرفة سرت أخبارها وظهرت بين النصارى آثارها وكان فلان أدام الله تعالى بهجته هو من النصارى الملكية بالمعرفة مذكور وسيره بينهم مشكور القائم فيهم بالسيرة الحسنة والسالك في مذاهبهم سيرا تشكره عليها الألسنة .
فلذلك رسم بالأمر الشريف لا زال إحسانه العميم لكل طائفة شاملا وبره الجسيم لسائر الملك بالفضل متواصلا أن يستقر بطركا على النصارى الملكية بالشام وأعماله على عادة من تقدمه في ذلك وتقوية يده على أهل ملته من تقادم السنين بحكم رضاهم ومنع من يعارضه في ذلك حملا على ما بيده من التوقيع الكريم المستمر حكمه إلى آخر وقت .
فليباشر هذه البطركية مباشرة محمودة العواقب مشكورة لما تحلت به من جميل المناقب وليحكم بينهم بمقتضى مذهبه وليسر فيهم سيرا جميلا ليحصل لهم غاية قصده ومأربه ولينظر في أحوالهم بالرحمة وليعمل في تعلقاتهم بصدق القصد والهمة وليسلك الطريق الواضحة الجلية وليتخلق بالأخلاق المرضية وليفصل بينهم بحكم مذهبه في موارثهم وأنكحتهم