ونظم المفاخر بمن إذ قيل أبو الطيب أصغى الحفل لمنشده ومشهد الفضل بإمامه وحسبك من يكون الحسن بن علي إمام مشهده والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبده ورسوله سيد الخلق وسنده وعلى آله وصحبه السائرين في العلم والحلم على جدده ما سحب نسيم الروض برده وافتر لعس السحاب عن ثغر برده فإن للعلم أبناء ينشأون في ظلاله ويسكنون في حلاله ويفرقون للخلق بين حرام المشتبه وحلاله ويجملون وجه الزمان فلا عدم الزمان منهم جمال وجهه ولا وجه جماله ترتشف شفاه المدارس من كلمهم كل عذب المساغ وتشافه منهم كل ذي فضل ما هو عند البلاغ ببلاغ وتشاهد ما خصوا به من الشرف والرآسة فلا عجب أن محلهم منهما محل الدماغ .
وكانت المدرسة الشافعية الدماغية بدمشق المحروسة رأسا في مدارس العلم وهامة في أعضاء منازل ذوي الحكم والحلم لا تسمو همتها إلا بكل سامي العمامة هامي الفضل كالغمامة ساجع اللفظ إلا أنه أبهى وأزهى من طوق الحمامة كائد للملحد مكرم للطالب ولا كيد لابن الخطيب ولا كرامة واسطة بين العادلية والأشرفية تليق بمن يكون عقد كلامه المثمن ونظامه الأمكن وبيانه المنشد أجارة بيتينا يعني بيت النسب وبيت المسكن .
فلذلك رسم بالأمر الشريف لا زال يجدد لوجوه العلم جمالا ولوجوب الحمد نوالا ولوجود الفضل كرما ما قال قط ولا نوى لا أن يفوض إلى فلان أيد الله مجده وحرس للمسلمين أباه وأعلى بالسعادة جده تدريس المدرسة الدماغية المذكورة لأنه جمال العلم المعقودة على خطبته الآمال المعدوقة بمقدمات فضله وفصله نتائج الأقوال الصالحة والأعمال المحبوبة إلى الله والخلق سيماه وشيمه ولا نكر فإن الله جميل يحب الجمال ولأنه العالم