فليقم في وظيفته على قدم اجتهاده وكرم ارتياده واعتياده شافيا لأحوال أهل ناحيته من الوصب مثمرا الغلال والأموال بعزم قد ارتفع وانتصب ظاهرا في الخدمة مجهوده ملينا لحديد من عصى عليه في عمله كما أورثه داوده والله تعالى يوفقه .
وهذه نسخة توقيع بولاية صيدا لمن لقبه شجاع الدين بالمجلس العالي وهي .
رسم بالأمر العالي أنفذه الله في الأقطار ونجم بولاته أيام الأوطان والأوطار وأجرى بشكره سفن الركائب وركائب السفن إذا سف وإذا طار أن يستقر فلان ركونا إلى عزمه وحزمه وسكونا إلى اهتمامه الذي حكم فيه الاختبار بعلمه وعلما أن للولايات به الانتفاع ولحصونها الامتناع والارتفاع وأنه إذا ولي رعى وإذا أقوى كان أعصم راع وإذا فكر في الرأي ووقب في المهم كان نعم الشجاع .
فليباشر ولاية عمله ناهضا بأعبائه رافعا بالعدل لأرجائه ورجائه حريصا على طيب الأخبار المنتشرة من كافور صبحه ومسك مسائه وليتفقد أحوال بره وبحره ويتيقظ لذلك البر وجهره وذلك البحر وسره حتى يتحدث البحر عن عزمه ولا حرج ويسير ذكره كنسيم الروض لاضائع الصنع ولكن ضائع الأرج ويعتمد مصالح النواحي وسكانها والأموال وديوانها والجهات وضمانها ونجوم التقسيطات في البلدة وتحرير ميزانها ويجمع بين اللين والشدة بسياسة لا يخرج بها الرأي عن إبانها وتقوى الله تعالى هي العمدة فعليها يعتمد