المال بحرا وأفاض الوصف درا وشهدت الزكاة وديوانها المادح أنه أفلح من زكاها خبرا وخبرا .
فلذلك رسم بالأمر الشريف أن يرتب فلان علما بأنه الأوحد الذي جمع الأوصاف المتقدمة وأسمع من المحامد نتيجة لها من كلا قوله وفعله مقدمة وأطلع في آفاق الوظائف كنجوم الجوزاء الثلاثة رأيه وسيفه وقلمه واطلع على محاسن التدبير فكان في رعايا بلده ممن تواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة وأنه الكافي الذي إذا ولي ثمر وإذا صال على المفسدين دمر وإذا شامت المهمات بارق عزم أسبل وإذا سامت قواه شمر وأنه الأمين إذا تصرف والمأمون إذا تعرف والشجاع إذا تحصنت البلاد بنسبه الحصني فسواء في شمول الأمن ما توسط منها وما تطرف .
فليباشر هذه الولاية المباركة بعزم يوضح بشرها وينجح أمرها ويقيم في خطبة علاه عذرها وحزم يثمر مالها وغلالها وينقع غلتها ويضع أغلالها وبأس يدع المفسد من سيفه أو قيده في طوق أو حجل ويذر السارق والمارق يشير بلا كف ويسعى بلا رجل مشيدا لنواحيها بالترغيب والترهيب على أوثق المباني مصلحا بين أهل الأهواء حتى لا يضر قول القائل رفيقك قيسي وأنت يماني متفقدا من الأحوال كل جليل وحقير ناهضا في تلقي المهمات على قدم التقدم بالعزم الأثير جاعلا من لدى محجة عمله لصلاح العشيرة نعم العشير عاملا بتقوى الله تعالى في كل أمر وإليها بالحديث يشير .
وهذه نسخة توقيع بشد الدواوين بغزة من إنشاء ابن نباتة كتب به لعلاء الدين بن الحصني المقدم ذكره في التوقيع قبله وهي .
أما بعد حمد الله على كل نعمة جلت ونعمة في أهلها حلت وحلت ورتبة بانتساب كافيها وباسمه تحصنت على الحقيقة وتعلت والصلاة والسلام على سيدنا