ففاض على المعتدين جدول سيفه وجرت بالدم قناته وقام على قدم الاجتهاد وقسم بين جفنه وجفن سيفه السهاد .
ولما كان المجلس هو المقصود بهذه الكناية والمشهود له في طلق هذه الغاية والعالي بهممه على ذوي الارتقاء والوالي الذي إذا ركب الولاة لاشتهار ذكر كان من بينهم فارس البلقاء والناهض بتثمير الأموال غمام رأيه الصيب والطيب بسياسته محل الولاية وكل مكان ينبت العز طيب تعين أن نتزيد منصبه إذا تزيدت المناصب وأن تستمر مرتبته إذا مرت لذهابها المراتب وأن يشتمل في استمرارها عليه وأن يكون في إعراب الدولة القاهرة مضافا ومضافا إليه .
فلذلك رسم بالأمر الشريف أعلى الله تعالى أبدا عماده وجعل لولاة أيامه الحسنى وزيادة أن يستمر على ولاية البلقاء على عادته وأن تضاف إليه ولاية الصلت جمعا له بين الأختين حلالا والذروتين منالا والرايتين نهوضا بهما واستقلالا وعلما بوفاء عزمه الذي أمر أمره ورفعا لقدره الذي حسن أن يقول لمنصب البلقاء لنا الأبلق الفرد الذي سار ذكره وتيمنا بغرة الصلت فإن الصلت هو الجبين الواضح بشره وكيف لا وهو الكافي الذي جمع مال الجهات فاوعى وقسم فنون المصالح جنسا ونوعا وحسم أدواءها بحسام رفقه كرها وطوعا .
فليباشر بالعز واليمن جهتيه وليأخذهما بكلتا يديه وليفض وجه عزمه في أرض الدولة حتى يكون شبه البلقاء اللازم لإحدى ولايتيه محصنا بسماكي سيفه وقلمه فنعم البلدتان مثمرا بسداد قوله وفعله ومن دونهما جنتان موفيا للحقوق معفيا لاعتراف النعمة من العقوق راقيا بهمته إن شاء الله تعالى إلى رتب لو رامها نجم الأفق لعاقه العيوق عاملا بتقوى الله D فإن