والسلام على سيدنا محمد عبده ورسوله الذي أمرنا بالصلاة والزكاة وشفى جانب الدين القيم من الشكاة وعلى آله وصحبه الذين سار على نهجه القويم سائرهم وتزكى وإنما يتزكى لنفسه منجدهم وغائرهم فإن أحق الوظائف أن يندب لحمايتها الحسام ويترتب لكفايتها من تحلت بالمحامد شيمه الجسام وظيفة الزكاة التي وصلت سبب مكانها بإمكانها وبنيت شريعة الإسلام على أحد أركانها ومدحت المملكة بمعالي البر والإحسان المنظمة من ديوانها .
ولما كان فلان ممن زكت صفاته وسمت بالجميل سماته ووضحت كفاءته ودرايته وصلحت حمايته الحسامية ووقايته وكان اليمن في قبضة مضائه وتجريده وانتضائه وكان نفوذ أمره واقفا عند حده واقعا على وفق ارتضائه تعين أن يوصل سبب الشد بأسبابه ويرجع إليه في الزكاة المستحق نصابها حتى يقال رجع الحق بالحسام إلى نصابه .
فلذلك رسم أن يرتب علما بأنه الكافي الذي إذا شد سد وإذا قصر رأيه على الصنع الجميل مد والخبير الذي إذا جمع مالا وعدده كان مشكورا وإذا فرقه في مستحقيه كان خلاف الغير بالخير مذكورا والناهض الذي ما تبرم بمضايق المهمات ولا شكاها والمهيب الذي قد أمن من سار بالبضاعة إليه وقد أفلح من زكاها .
فليستقر في هذه الجهة استقرارا يزيد مكانه وإمكانه ويثمر عمله وديوانه وليوصل كل ذي حق إلى حقه فإنما بسطت أيدي ولاة الأمور ليبسط عدله متوليها وإحسانه وتقوى الله تعالى هي العمدة فليحقق باعتمادها فيه ظنون الراجين وليستعن بها على رضا المستنهضين له وعلى رضا المحتاجين والله تعالى يلهمه الخير في ذوي الصادر والوارد حتى يكونوا إلى خير