للنبي المختار وتربة مدفنه الزاكي المعطار تشد الرحال إليها من أقاصي الأقطار ويأتي إليها الظالمون لأنفسهم بالاستغفار فيرجعون وقد محيت عنهم الأوزار فقلوب أهل الاشتياق مقيمة في فناء تلك الدار وإن كانت أجسامهم بعيدة من وراء البحار وبها من آل البيت سادة أطهار وأمراء كبار يتقرب إلى الله بحبهم في الإعلان والإضمار ويتوسل بولائهم في دعوة الأسحار قد ضموا إلى كرم الراحة وسماحة الأنفس المرتاحة شجاعة وبسالة وعلوية فعالة وتمسكا بالمروءة المعروفة بشرف الأصالة وهم يتوارثون إمرتها عن آباء سادات وكرام لهم في الفضل عادات .
ولما كان فلان هو بقية الأسرة المتضوعة وثمرة الشجرة المتفرعة والمخصوص بالوصف الذي رفعه والقول الذي اتبعه حين سمعه ما زال في المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام مشكور الطريقة محفوظ الوثيقة معروف الحقيقة موصوف الآثار الحسنة بين الخليقة يجتني لكل صالحة من تلك الروضة الشريفة المثمرة الوريقة ويحمي السرح أن ينتهب ويطفيء نار الفتن فما تلتهب ويعظم المجاورين والواردين والقادمين على حمى سيد العجم والعرب .
فلذلك رسم أن يستقر .
فليحل هذا الربع المعمور بالتقى وليباشر هذه الإمرة الشريفة زادها الله علوا وارتقا وليستعمل السكينة فإنها جميلة اللقا وليسلك الأدب مع ساكن النقا وليعتمد على حسن اليقين فإنه له وقا وقد جاور العقيق فأصبح بقلائده الفاخرة مطوقا وليحكم بالعدل في بلد نشأ منه العدل والإنصاف فمنذ اجتمعا فيه ما افترقا وليصن شرفه من الولوج في فتنة وليغمد سيفه ولا يشهره في وقت محنة ويحقن الدماء أن تراق ويتلق الزوار بالإرفاق فإنهم جاءوا من أقاصي الآفاق رجالا وعلى النياق تحثهم الصبابة والأشواق .
وكلمة الشرع وشعار السنة فليكن معظما لها باتفاق بغير شقاق وشيخ