بينهم فإنه إنما يقطع لمن قضى له أو عليه قطعة من نار ولا عالما يرفع له علم ولا يفتح لهم بفتوى على مذاهبهم فم حتى ولا ما يتحرك به في فم الدواة القلم .
وليطهر هذا المسجد الشريف من دنسهم وليمط ما يحمله أديم مجلدات التصانيف من نجسهم وسكان هذا الحرم الشريف ومن أقام عندهم من المجاورين أو خالطهم من زمر المقيمين والسائرين يحسن لأمورهم الكفالة ولا يتعرض لأحد منهم بما يؤذي نفسه ولا يناله فهم في جوار نبينا A وآله وصحبه وفي شفاعته وكل منهم نزيل حرمه ومكثر سواد جماعته وحقهم واجب على كل مسلم فكيف على حامي ذلك الحمى بل من له إلى نسبه الشريف منتمى .
واصحب رفيقك بالمعروف فإنكما مفترقان والسعيد من لا يذم بعد فراقه ومستبقان إلىكل مورد لا يدرى أيكما المجد في سباقه ومتفقان على فرد أمر وأفضلكما من داوم صاحبه على إرفاقه وصحبه على وفاقه .
أما ما للمدينة الشريفة من تهائم ونجود مضافة إليها ومستظلة بجدرها أو متقدمة في الصحراء عليها فهي ومن فيها إما أن توجد بقلوبهم فهم أعوان وإما أن تنفر فهم أشبه شيء بالإبل إذا نفرت تعلق بذنب كل بعير شيطان فأقربهما إلى المصلحة تقريبهم وتأليفهم بما يقرب به بعيدهم ويزداد قربى قريبهم والركبان التي تتقد بهم جمرات الأصباح والعشايا ويعتقد كل منهم في معاجه إلى المدينة الشريفة أن تمام الحج أن تقف عليها المطايا فهم هجود سرى ووفود قرى وركود في أفق الرحال خلعت مقلهم على النجوم الكرى ومعهم المحامل الشريفة التي هي ملتف شعابهم ومحتف ركابهم وهي من أسرتنا المرفوعة ومبرتنا المشروعة فعظم شعائر حرماتها وقبل أمام منابرها الممثلة مراكز راياتها وأكرم من جاء في خفارتها ومن جال في دجى الليل لا