في الدنيا ليأمن في الآخرة ومن أخاف عاكف حرم الله وباديه فقد باء بالأفعال الخاسرة ومن عظم شعائر الله فقد رفل في حلل الإقبال الفاخرة .
نحمده على ألطافه الباطنة والظاهرة ونشكره ونرجوه وما زال ينجح راجيه ويزيد شاكره ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من اتخذ الحق ناصره وأودع إخلاصها ضمائره ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي بعثه الله من الحرم فألف القلوب النافرة وفتح مكة فطهرها من الزمرة الكافرة وقال في ذلك اليوم من أغلق عليه بابه فقد أمن فأمسى أهلها ونفوسهم بالأمن ظافرة A وآله وصحبه بني الزهراء العترة الزاهرة وعلى صحبه النجوم السافرة وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد فإن الحكم بالعدل شعارنا وبالله اقتداؤنا واقتدارنا وفي الإحسان رغبتنا وفي كل عنق منتنا نصفح ونمنح ونرعى من أمسى قديم الهجرة في ولايتنا وأصبح ونقيم من أهل البيت لحفظ ذلك البيت الأصلح فالأصلح ونقدم من لم يزل مقدما وإلى صوب الصواب يجنح فينجح وننجي من الهلكة من لاح له منهج الخير فسلكه فأفلح .
وكانت مكة المعظمة هي أم القرى والبلد الأمين المجزل فيه القرى نشأ الإسلام في بطحائها وحرمها الله فلا ينفر صيدها ولا يعضد شجرها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد تأكيدا لتشريفها وإعلائها وطلعت شمس النبوة من شعابها وغسلت الذنوب بوبل سحابها فيها زمزم وكزة جبريل وفيها