وفراستنا تلمح نتائج الخير من هذا التقديم وسياستنا تصلح ما قرب منا وما بعد بتعريف أحكام التحكيم وكيف لا وهو الكريم بن الكريم بن الكريم المؤمل لتمام السؤدد قبل أن يعقد عليه التميم المشتمل على الخلال الموجبة له الفضل العميم المتوصل بيمن حركاته إلى أن يكون لمثل هذا الملك العظيم وإلى أمانته استيداع وإلى صيانته تسليم المقبل وجهدنا الإقبال فتتلو الرجال ( ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ) .
ونحن نأمرك من التقوى بما به من الله أمرنا ونبصرك من الهدى بما له هدينا وبصرنا ونبقي لديك من بدائعها ما به خصصنا وأوثرنا ونوصيك اتباعا للكتاب والسنة ونؤتيك من الهداية ما لله في الإرشاد إليه المنة فقد وعظ ووصى لقمان عليه السلام ابنه وأوصى رسول الله A وآله وصحبه معاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن فحقق الله تعالى في نجاحه رجاءه وفي فلاحه ظنه ونذكر جنابك ونرجو أن تكون ممن تنفعه الذكرى ونسير شهابك إلى أفق السعد ونأمل أن تيسر لليسرى ونؤمرك فنزيد علم عزك رفعا ولواء مجدك نشرا ونأمرك ثقة بحسن أخلاقك فيتلو لسان وفاقك ( ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا ) فمثلك من أيدته العصم وأصعدته الهمم وحمدته الأمم وأرشدته إلى الحكم ما عهدته فكرته من الحكم وسددته أعراقه وأخلاقه فلا يزاد على ما فيه من كرم فلا نذكر منك ناسيا ولا نفكر لاهيا ولا نأمر وننهي إلا من لم يزل بالمعروف آمرا وعن المنكر ناهيا .
فاتق الله تعالى فعلى التقوى مرباك وراقب الله تعالى فالمراقبة للملوك من بيتك ملاك وجد في نصرة الحق ولا تأب فقد أنجد الله تعالى بذلك جدك وأباك واعدل فبالعدل تعمر الدول وأقم منار الشرع فهو الأصل الذي يرد إليه من القضايا كل فرع ومجاله الرحب إذا ضاق الذرع فأيد حاكمه وشيد معالمه وأكد الإلزام بأحكامه اللازمة