ويغدو بها الحق مرفوع العلم مسموع الكلم ماضي السيف والقلم ممدود الظل على من بها من أنواع الأمم وليأخذ الجيوش التي بها من إعداد الأهبة بما يزيل أعذارهم عن الركوب ويزيح عوائقهم عن الوثوب ويجعلهم أول ملب لداعي الجهاد وأسرع مجيب لنداء ألسنة السيوف الحداد وينظم أيزاكهم على البحر انتظام النجوم في أفلاكها والشذور في أسلاكها فلا تلوح للأعداء طريدة إلا طردت ولا قطعة إلا قطعت ولا غراب إلا حصت قوادمه ولا شامخ عمارة إلا وأتيح له من اللهاذم هادمه وليعل منار الشرع الشريف بإمضاء أحكامه ومعاضدة حكامه والانقياد إلى أوامره والوقوف مع موارد نهيهه ومصارده ولتكن وطأته على أهل العناد مشتدة ومعرفته تضع الأشياء مواضعها فلا تضع الحدة موضع اللين ولا اللين موضع الحدة وليعلم أنه وإن بعد عن أبوابنا العالية مخصوص منا بمزية قربه مختص بمنزلة إخلاصه التي أصبح فيها على بينة من ربه وجميع ما يذكر من الوصايا فهو مما يحكى من صفاته الحسنة وأدواته التي ما برحت الأقلام في وصف كمالها فصيحة الألسنة وملاكها تقوى الله وهي في خصائصه كلمة إجماع وحلية أبصار وأسماع والله تعالى يعلي قدره وقد فعل ويؤيده في القول والعمل والاعتماد .
وهذه نسخة تقليد بتقدمة العسكر بغزة المحروسة .
الحمد لله مبديء النعم ومعيدها ومؤكد أسبابها بتجديدها ومعلي أقدارها بمزايا مزيدها الذي زين أعناق الممالك من السيوف بتقليدها وبين من ميامنه ما ردت إليه بمقاليدها