وهي القلعة التي يضرب المثل بحصانتها ويطمئن أهل الإسلام في إيداع أموالهم وأهلهم إلى أمانتها قد أطلت على الكواكب نزولا وجردت على منطقة بروجها من البروق نصولا وأتعبت الرياح لما حلقت إليها وأخافت الهلال حتى وقف رقيبا عليها وفيها من جنودنا المؤيدة من نزيدهم بها مددا وتطيب قلوبهم إذا خرجوا لجهاد أعداء الله وخلوا لهم فيها مالا وولدا وكانت النيابة بهذه القلعة المحروسة قد كادت تنطق بشكواها وتتظلم ممن أساء النيابة بهذه القلعة المحروسة قد كادت تنطق بشكواها وتتظلم ممن أساء صحبتها لما تولاها واقتضت آراؤنا العالية أن نزحزح ظلامه عن صباحها ونقوض خيامه عما فرش على الفلك الشاهقة من بطاحها وفكرنا فيمن له بالقلاع المحروسة دربة لا يخفى عليه بها سلوك ولا يخاف معه على هذه الدرة الثمينة في سلوك ممن حمد في دولتنا الشريفة مساء صباح ومن كان في أبوابنا العالية هو الفتاح ومن له همة تناط بالثريا مطالبها وعزمة ما القضاء إلا قواضبها ومعرفة ما الرمح المثقف إلا تجاربها وكفاية ما الغر الزواهر إذا عددت إلا مناقبها .
وكان المجلس السامي أدام الله عزه هو المحلق إلى هذه المرتبة والمخلق بالأصيل أرديتها المذهبة والمحقق في صفاته الورع والمنزه عن تدنيس طباعه بالطمع وله في الأمانة اليد المشكورة وفي الصيانة ما يمتع به ذيول السحاب المجرورة ومن التقوى ما قرب عليه المطالب البطية ومن الفروسية ما اتخذ كل ذروة صهوة وكل جبل مطية ومن الاستحقاق ما يسهل له من صدقاتنا الشريفة صفد وفي اللغة أن الصفد هو العطية .
فرسم بالأمر الشريف شرفه الله وعظمه وأحكمه وحكمه أن يرتب في النيابة بقلعة صفد المحروسة على عادة من تقدم وقاعدته في التقرير وأما كيف يكون اعتماده فسنرشده منه بصبح منير