نحمده على نعمه التي عم فضلها ومد على أولياء الدولة القاهرة ظلها ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تزلف لديه وتسلف ما يجده المتمسك بها يوم العرض عليه ونشهد أن محمدا عبده ورسوله أشرف من بعث إلى الأمم كافة وأكرم من غدت أملاك النصر آيته حافة A وآله وصحبه الذين حازوا بصحبته الشرف وفازوا بطاعة الله وطاعته من الجنان بغرف من فوقها غرف .
وبعد فإن أولى ما عدق بالأكفاء وأحق ما صرف إليه وجه الاعتناء وأجدر ما أوقظ له طرف كاف لا يلم بالإعفاء أمر الجيوش المنصورة بطرابلس المحروسة التي لا ينهض بأعباء مصالحها إلا من عرف بالسداد في قلمه وكلمه وألف منه حسن التصرف فيما يبديه من نزاهته ويظهره من هممه بخبرة مؤكدة وآراء مسددة ومعرفة أوضاع ترتيبها وأحوالها وقواعد مقدميها وأبطالها وكفاية تفتح رحاب حالها .
ولما كان فلان هو الصدر الملي بوافي الضبط ووافر الاهتمام والكافي الذي نطقت بكفايته ألسنة الخرصان وأفواه الأقلام والضابط الذي لا يعجز فهمه عن إحاطة العلم بذوي الآلام .
فلذلك رسم بالأمر الشريف لا زال يقدم للمراتب كافيا مشكورا ويرشح للمناصب صدرا أضحى بالأمانة مشهورا أن يفوض إليه كذا لأنه الصدر الذي تزاحمت ألسنة الثناء عليه وترادفت بين أيدينا محامده فقررنا العوارف لديه وشكرت عندنا هممه في سداد كل ما يباشره وذكرت لدينا بالخير سيرته وسرائره .
فليباشر هذه الوظيفة الجلية متحليا بين الأنام بعقودها مطلعا شمس نزاهته في فلك سعودها ناهضا بأعباء منصبه السعيد ضابطا قواعده بكل