الأمناء الثقات الذين تؤمن غائلة أحدهم في كل أمره وما ألقي السر الشريف إلا لأكمل الأعيان وصدر الزمان وبليغ كسحبان وفصيح كقس في هذا الزمان وأصيل في الأنساب وعريق في كرم الأحساب وفاضل يعنو له فاضل بيسان وينشي لفظه الدر والمرجان وكاتب السر فلا يفوه بلسان .
ولما كان فلان هو واسطة عقد الأفاضل ورأس الرؤساء الأماثل وحافظ السر في السويداء من قلبه وناظم الدر في سطور كتبه والمورد على مسامعنا الشريفة من عبارته ألفاظا عذابا القائل صوابا والمجيد خطابا وإذا جهز مهما شريفا راعاه بعينه عودا وذهابا وإذا استعطف القلوب النافرة عادت الأعداء أحبابا وإذا أرعد وأبرق على مأزق أغنى عن الجيوش وأبدى عجبا عجابا وإذا كتب أنبت في القرطاس رياضا خصابا .
فلذلك رسم بالأمر الشريف أن يفوض إليه كذا فليحل هذا المنصب الشريف حلول القمر هالته وليعد إليه أيام سره وسروره الفائتة وليعرب عن أصول ثابتة وفروع في منابت الخير نابته ولينفذ المهمات الشريفة أولا فأولا من غير أن يعدق مهما بغيره أو يبيته إلى غده وليحرر البريد المنصور بيديه غير معتمد فيه على غير رشده ولا يغب عن وظيفته طرفة عين بل يكون كالنجم في رصده لمرتصده وليوص كتاب الإنشاء لديه والمتصرفين بين يديه بكتم السر فإن ذلك إليه فإذا أفشى أحد من السر كلمة فليزجره وليأمره أن يحفظ لسانه وقلمه وليعط كل قضية ما تستحقها من تنفيذ كلمة والاتبدءات والأجوبة فلتكن ثغورها بألفاظه متشنبة وعقودها بإملائه منتظمة فأما الابتداء فهو على اقتراحه وأما الجواب فهو على ما يقتضيه الكتاب الوارد باصطلاحه ولا يملي إلا إلى ثقاته ونصاحه والكتب الملوكية فليوفها مقاصدها وليراع عوائدها