مسكية الختام أن يستقر في كذا استقرارا ترشف الأسماع كؤوس روايتها فلا تروى ورتب كماله يقصر عن طلوعها كل باع فمناواته لا تنوي وربوع معروفة لا تبيد وآيات صلاته ينطق بتلاوتها كل بليغ فيبديء ويعيد لأنه العالم الذي أحيا من مدارس العلوم ما درس والفاضل الذي أضاء ببصر علومه ليل الجهل ولا غرو فطرة الصبح تمحي آية الغلس والكامل الذي لا يشوب كماله نقيصة والأمثل الذي أتته المعالي رخيصة والإمام الذي تأتم وراءه الأفاضل وتأخر عصره ففاق الأوائل ما درس إلا وجمع من فوائد أبي حنيفة وابن إدريس ولا عرس بليل الطلب إلا حمد عند إدراك طلبه ذلك التعريس ولا أعاد الدروس للطلبة إلا وترشحت منه بالفوائد ولا جمع ما فصله العلماء إلا وأتى بالجمع الذي لا نظير له في الفرائد .
فليباشر هذه الوظيفة مباشرة أنوار هداها لا تخمد وليلازمها ملازمة تشكره عليها الألسنة وتحمد وأنت أدام الله تعالى فوائدك لا تحتاج إلى الوصايا إذ أنت بها عالم وبأسبابها متمسك وبالقيام بها يقظ غير نائم لكن التقوى أولى بمن عرف الأمور ولباس سوابغها يبعد كل محذور والاعتماد على الخط الشريف أعلاه .
الصنف الثالث من الوظائف بطرابلس التي يكتب لأربابها من الأبواب السلطانية الوظائف الديوانية وهي علىمرتبتين .
المرتبة الأولى ما يكتب في قطع الثلث بالمجلس السامي بالياء وتشتمل على وظائف .
منها كتابة السر ويعبر عنه في ديوان الإنشاء بالأبواب السلطانية