وأنها مقدمة سعد تتلو قوله تعالى ( وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه ) .
فذلك رسم لا زال الفتح في دولته يزهو بانتظام سلكه وأيامه الشريفة تسترد مغتصب البلاد من يد الكفر إلى بسطة ملكه وقبضة ملكه وإحسانه يحمي الحصون بسيف يروع العدا ببأسه وفتكه أن يفوض اعتمادا على مضائه الذي لا ينكر مثله للسيف وركونا إلى همته التي تسرى برعبها إلى قلوب الأعداء سرى الطيف .
فليباشر النيابة المذكورة معملا رأيه في تمهيد أحوالها وتقرير أمورها التي راق الأولياء وراع الأعداء ما كان من مآلها مجتهدا في حفظ ما بها من القلاع والحصون مبادرا إلى كل ما يحمي حماها ويصون قائما حق القيام في مصالح تقريرها وأحوال تحريرها وأمور تمهدها ومنافع تشيدها وحواصل تكفيها وأسباب مصلحة توافيها بمزيد الاهتمام وتوفيها وليكن بأحكام الشرع الشريف مقتديا وبنور العدل والاحسان مهتديا وبتقوى الله D متمسكا وبخشية الله متنسكا وهو يعلم أن هذه الفتوحات قذى في حدقة العدو المخذول وشجا في حلوقهم وعلة في صدورهم وحسرة في قلوبهم .
فليكن دأبه الاجتهاد الذي ليس معه قرار والتحرز الذي يحليها أو يحميها فيكون عليها بمنزلة سور أو سوار ويصفحها من عزمه بالصفاح ويجعل عليها من شرفات حزمه ما يكون أحد من أسنة الرماح ثم لا يزال احتياطه محيطا بها من كل جانب وتيقظه لأحوالها بمنزلة عين مراقب واحتفاله الاحتفال الذي بمثله يصان رداؤها من كل جاذب ثم لا تزال قصاده وكشافه وطلائعه لا يقر بهم السرى ولا يعرفون طعم الكرى يطلعون من أخبار العدا