ويروى نبأ الفتح عن تجربته في مصالح الإسلام وتجريده ويروى حده إذا قابله عدو الدين من قلب قلبه وموارده وريده .
نحمده على نعمه السابغة حمد متعرض لمزيده ونشكره على مننه السائغة شكر مستنزل مواد تأييده ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مقر بتوحيده مسر مثل ما يظهر من الخضوع لكبرياء تقديسه وتمجيده مصر على جهاد من ألحد في آياته بنفسه وجنوده ونشهد أن محمدا عبده ورسوله أشرف من دعت دعوته الأمم إلى الاعتراف بخالقها بعد جحوده وأنجز لأمته من الاستيلاء على الكفر سابق وعوده وأمال به عمود الشرك فأهوى إلى الصعيد بعد صعوده A وآله وصحبه الذين ما منهم إلا من بذل في طاعة الله وطاعته نهاية مجهوده وأطفأ نار الكفر بعد وقودها بإيقاد لهب الجهاد بعد خموده صلاة تقترن بركوع الفرض وسجوده وتقام أركانها في أغوار الوجود ونجوده وسلم تسليما كثيرا .
وبعد فإن أولى ما أجملنا في مصالحه النظر وأعملنا في ارتياد الأكفاء له بوادر الفكر واخترنا له من الأولياء من كان معدودا من خواصنا محبوا بمزيد تقريبنا ومزية اختصاصنا أمر الأموال الديوانية بالمملكة الحلبية وتفويض شد دواوينها المعمورة إلى من تضاعفها رتبته المكينة ونزاهته المتينة ويده التي هي بكمال العفة مبسوطة وخبرته التي بمثلها يحسن أن تكون مصالح الدولة القاهرة منوطة ومنزلته التي تكف عن الأموال الأطماع العادية ومهابته التي تكفي الأولياء من ضبط الأعمال بما يروي الآمال الصادية لأنها مواد الثغور التي ما برحت عن شنب النصر مفترة وأمداد الجيوش التي جعل الله لها أبدا على أعدائه الكرة ورياض الجهاد التي تجتنى منها ثمرات الظفر الغضة وكنوز الملك التي ينفق منها في سبيل الله القناطير المقنطرة من الذهب الفضة