في شهور سنة اثنتي عشرة وسبعمائة من إنشاء الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي وهو .
الحمد لله الذي منح آل فضل في أيامنا الزاهرة بحسن الطاعة فضلا وقدم عليهم بقديم الإخلاص في الولاء من أنفسهم شجاعا يجمع لهم على الخدمة ألفة وينظم لهم على المخالصة شملا وحفظ عليهم من إعزاز مكان بيتهم لدينا مكانة لا تنقض لها الأيام حكما ولا تنقص لها الحوادث ظلا .
نحمده على نعمه التي شملت ببرنا الحضر والبدو وألهجت بشكرنا ألسنة العجم في الشدو والعرب في الحدو وأعملت في الجهاد بين يدينا من اليعملات ما يباري بالنص والعنق الصافنات في الخبب والعدو ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة ندرأ بها الأمور العظام ونقلد بيمنها ما أهم من مصالح الإسلام لمن يجري بتدبيره على أحسن نظام ونشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث من أعلى ذوائب العرب وأشرفها المرجو الشفاعة العظمى يوم طول عرض الأمم وهول موقفها الذين كرمت بالوفاء أنسابهم وأضاءت بتقوى الله وجوههم وأحسابهم صلاة لا تزال الألسن تقيم نداءها والأقلام ترقم رداءها وسلم تسليما كثيرا .
وبعد فإن أولى من أجنته الطاعة ثمرة إخلاصه ورفعته المخالصة إلى أسنى رتب تقريبه واختصاصه وألف بمبادرته إلى الخدمة الشريفة قلوب القبائل وجمع شملها وقلده حسن الوفاء من أمر قومه وإمرتهم ما يستشهد فيه بقول الله تعالى ( وكانوا أحق بها وأهلها ) من ارتقى إلى أسنى رتب دنياه