بها داعي قصر ولا غنى عنه مع ما له من ولايات صحب فيها الناس وفارقهم على وجه جميل ورافقهم ثم انصرف وانصرفوا عنه وما ذمه في النازلين نزيل وكان فلان هو المتوقد الشهاب المتوقل في تلك الهضاب المشكور قولا ودينا المشهور بوضع كل شيء في موضعه شدة ولينا .
فلذلك رسم لا زال إحسانه أحمد واختياره مقدما أن يرتب في نيابة بعلبك على عادة من تقدمه وقاعدته مبتدئا حسن النظر في الأمور العامة لا يدع ظلامة ولا يدع سالك طريق إلى سلامة ولا يعد سمعا إلا لسماع شكر لا ملامة ولينظر في المظالم نظرا ينجلي به سدفها وليشكر العشير توطيا يوطأ به هدفها وليلاحظ الأمور الديوانية بما ينمي به أموالها ويندي بسحابه المتدفق أحوالها والأوقاف فليشارك واقفيها في إحسانهم وليجر حسناتها على ما كانت عليه في زمانهم وليكن لها نعم الكفيل في دوام المحافظة وليتفقد ما فيها من الحواصل والزردخاناه مما يذخر لوقته ويؤخر لفرط الشغف به لا لمقته ومن أهم ما يحتفظ به قلوب الرجال وعمارة الأسوار فإنها للفرسان المقاتلة مجال وعليها تنصب المجانيق وتتخطف الآجال وأما الشريعة المطهرة فإن من تعدى غرق أو أوشك أن يغرق واتباع أوامرها وإلا ففيم يعذب من يعذب ويحرق من يحرق وتقوى الله تعالى هي الوصية الجامعة والتذكرة التي ترتد بها الأبصار خاشعة وليفهم هذه الوصايا ولا يخرج شيئا منها من قلبه وليتبين معانيها ليكون بها على بينة من ربه والله تعالى يكشف عنه غطاء حجته ويزعه عما يأخذه ويؤاخذه من نيته إن شاء الله تعالى