وخبرة بإظهار المصالح الخفية وفيه وبإبراز معادن الأموال من وجوهها الجلية ملية ومعرفة تعم البلاد بين الرغبة والرهبة وتجعل مثل ما يودع فيها بالبركة والنماء مثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة اقتضت آراؤنا الشريفة أن ننبه على حسن اعتنائنا بأمره واعتمادنا بما قدمه من أسباب إسناء رتبته ورفعة قدره فلذلك رسم زاد الله في علائه أن يفوض إليه .
فليباشر ذلك مظهرا من مصالح الدولة القاهرة ما كان في ضمير كفايته مكنونا مبرزا من تثمير الأموال وتعمير الأعمال ما يحقق به من خصب البلاد بمشيئة الله تعالى ما كان مظنونا مواليا إلى الخزائن المعمورة من حمول تدبيره ما يمسي به طائر تصرفه ميمونا وسبب توقفه مأمونا وليكن النظر في عمارة البلاد هو المهم المقدم لديه والأمر الذي يتعين توفر اهتمامه عليه فليجتهد في ذلك اجتهادا يظهر أثره ويجتني ثمره ويحمد ورده وصدره وتتفرع عنه أنواع المصالح وتترتب عليه أسباب المناجح وملاك ذلك بسط المعدلة التي هي خير للبلاد من أن تمطر أربعين يوما واعتماد الرفق الذي لا يضر معه البأس قوما ولا يجلب على فاعله مع الحزم لوما ولا يطرد عمن أنامه العدل في مهاد الدعة نوما وليصرف إلى استجلاب الأموال وموالاة حملها همة ناهضة وعزمة إلى ما قرب ونأى من المصالح راكضة وقوة بأسباب الحزم آخذة وعلى أعنة التدبير قابضة وفيما خبرناه من عزائمه المشكورة وسيرته التي ما برحت بين أولياء دولتنا القاهرة مشهورة ما يكتفي به عن الوصايا المؤكدة ويوثق به فيما عدق به من الأمور المسددة لكن تقوى الله تعالى أولى الوصايا وأولها وأحق ما تليت عليه تفاصيلها وجملها فليقدم تقوى الله بين يديه ويجعلها العمدة فيما اعتمد فيه عليه بعد الخط الشريف أعلاه الله تعالى أعلاه .
الوظيفة الثانية شد المهمات وصاحبها يتحدث فيما يطلب للأبواب السلطانية من المستعملات وغيرها وقد ذكر في التثقيف أن عادته أن يكون