سيفه وكلمه ويدر على الأولياء إحساننا الذي إذا جارى الغيث أخجل دوامه ديمه ويرفع بالعدل منار دوام ملكنا الذي قرنه الله للأمة بجودنا ويضيف باسترفاع الأدعية الصالحة لدولتنا من كل لسان جنود الليل إلى جنودنا وينظر في أمور الممالك الشامية نظرا عاما ويعمل في سداد ثغورها وسداد أمورها رأيا ثاقبا وفكرا تاما ويأمر النواب من سد خللها بما كفايته أدرى به منهم وينبههم من مصالحها على ما ظهر لفكره المصيب وخفي عنهم ويلاحظ أموال ما بعد من البلاد كملاحظته أموال ما دنا وينظر في تفاصيل أمورها فإنها وإن كانت على السداد فليس بها عن حسن نظره غنى ويسلك بالرعايا سنن إنصافه التي وكلته معرفتنا به إليها ويجريهم على عوائد الإحسان التي كانت من خلقه سجية وزدناه تحريضا عليها .
وهو يعلم أن الله تعالى قد أقامنا من الجهاد في أعدائه بسنته وفرضه ومكن لنا في الأرض لإقامة دعوته وإعلاء كلمته وتطهير أرضه وعضدنا بتأييده لنصرة الإسلام وأمدنا من عدد نصره بكل سيف تروع الأعداء به اليقظة وتسله عليهم الأحلام وبث سرايا جيوشنا برا وبحرا فهي إما سوار في البر تمر مر السحاب أو جوار منشآت في البحر كالأعلام ويتعاهد أحوال الجيوش الشامية كل يوم بنفسه ويعدهم في غده بإعادة ما اعتبره من عرضهم في أمسه ويرتب أمر كل إقليم وحاله ويتفقد من يباشر بالتقدمة تقدمه إلى الأطراف وارتحاله ويأمرهم كل يوم بالتأهب للعرض الذي يباشره غدا بين يدينا إن شاء الله تعالى .
وهذه نسخة تقليد بكفالة السلطنة بالشام كتب به للأمير جمال الدين أقوش الأشرفي في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وسبعمائة من إنشاء الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي C تعالى وهي