اللآلي وحوى بفضيلة اللسان والبيان ما لم تدركه المرهفات والعوالي فما حل ذروة عز إلا وحلاها بنظره الجليل ولا رقي رتبة سيادة إلا وأسفر في ذروتها وجه صبحه الجميل ولا عدق بنظره كفاية رتبة إلا وكان لها خير كفيل .
فلذلك رسم بالأمر الشريف لا زال ينتصي للرتب العلية خير منجد وممير ويمتطي للمناصب السنية نعم المولى ونعم النصير أن يستقر فإنه القوي الأمين والمتمسك من تقوى الله تعالى ومراقبته بالسبب المتين والمستند بجميل كفايته وحميد ديانته إلى حصن حصين والمستذري بأصالته وإصابته إلى الجنة الواقية والحرم الأمين فليقدم خيرة الله تعالى في مباشرة الوظيفة المذكورة بعزم لا ينبو وهمة لا تخبو وتدبير يتضاعف على ممر الأيام ويربو ونظر لا يعزب عن مباشرته فيه مثقال ذرة إلا وهي من خاطره في قرار مكين وضبط لا تمتد معه يد لامس إليها إلا ويجد من مرهفه ما يكف كفها عن الخيانة بالحق المبين وليضاعف همته في مصالح هذه الجهة التي عدقناها بنظره السعيد وليوفر عزمته فإن الحازم من ألقى السمع وهو شهيد والوصايا كثيرة ومثله لا يدل عليها والتنبيهات واضحة وهو وفقه الله أهدى أن يرشد إليها والله تعالى يوفقه في القول والعمل ويصلح بجميل تدبيره وحميد تأتيه كل خلل بمنه وكرمه