وصناديقها المركومة ما عن علمه فيها شيء خاف وصونه لها كاف وأمر الله بين النون والكاف .
وليعلم أن خزائننا تصب فيها سحائب التحف والأموال والأصناف من سائر الممالك والمدن والثغور والأطراف ومنها يخرج بجهاز مواهبنا وإنعامنا للأولياء الأشراف وإنما هي لمصالح المسلمين في الجمع والائتلاف وتقوية أهل الطاعة على أهل الاختلاف فليضبط ما تطلقه وإن كانت الأقلام لا تستطيع ذلك لكثرة الإسعاف ولتكن التشاريف المثمنة الكاملة حاصلة بمناطقها المجوهرة الهائلة وطرزها الطائلة وتعابيها الفاضلة حتى إذا أنعمنا منها على أحد بشيء يأتي بحموله وقد حمد فاعله والوصايا كثيرة وتقوى الله نظام عقدها وغمام رفدها وزمام مجدها وتمام سعدها فليكن متلفعا ببردها متضوعا بندها وهو غني عن الوصايا ومدها والله تعالى يؤيد حركاته في قصدها والخط الشريف أعلاه حجة بمقتضاه إن شاء الله تعالى .
وهذه وصية لناظر الخزانة أوردها في التعريف .
وليملأ بنظره صدور الخزائن وليجمع فيها اشتات المحاسن وليعد فيها كل ما يدخر للإنفاق ويحتفظ به للإطلاق ويحصل ما يضاهي البحر بالتفريع والتأصيل والجمل والتفاصيل وما لا يوزن إلا بالقناطير ولا يحصي منه ملء