في القرب والبعد ونحفظه ونقابل ما أسلفه لدينا بنفائس النعم ونفيض عليه ملابس الجود والكرم لا سيما من لم يزل يظهر لنا كل يوم تعبدا جديدا ومن أصبح في الفصاحة والبلاغة وحيدا ومن جمع أطراف السؤدد والرياسة فلم يبرح بهما فريدا ومن تحسن النعم بإفاضتها عليه وتكمل المنن بإضافة محاسنها إليه وتزهو فرائد البلاغة بانتظامها في سلك مجده وتشرق كواكب اليراعة في اتساقها في فلك سعده وكان للبابته في الاختصاص بنا اليد الطولى وتلا عليه لسان اعتنائنا في الحالين ( وللآخرة خير لك من الأولى ) .
ولما كنت أيها الصدر شهاب الدين أحق الناس بهذا المنصب لما لوالدك أبقاه الله تعالى ولعمك C تعالى من الحقوق ولما أسلفاه من الخدم التي لا يحسن التناسي لها ولا العقوق ولأنك جمعت في المجد بين طارف وتالد وفقت بأزكى نفر وعم وإخوة ووالد وجلالة ما ورثتها عن كلالة وخلال ما لها في السيادة من إخلال ومفاخر تكاثر البحر الزاخر ومآثر يعجز عن وصفها الناظم والناثر ولما نعلمه من فضائلك التي لا تجحد رعيناك في عودك لوظيفتك وعود أحمد أحمد .
ولما كان فلان هو الذي تقطر الفصاحة من أعطاف قلمه وتخطر البلاغة في أثواب حكمه وتنزل المعاني الممتنعة من معاقل القرائح على حكمه وتقف جياد البداهة المتسرعة حيرى قبل التوسط في علمه إن وشى الطرس فرياض أو أجرى النقس فحياض أو نظم فقلائد أو نثر ففرائد لا يتجاسر المعنى المطروق أن يلم بفكره ولا يقدم المعنى المتخيل المسبوق للمرور بذكره ولا يجوز زيف الكلام على ذهنه المتقد ولا يثبت غثاء الكلام لدى