حسن الرأي الشريف أن نعيد إليه منصبه ونزيد لديه الموهبة ونجعل وجود تفضيله لدولتنا أعظم مزية ومنقبة ونراه أجل كفء لاستجلاء عقائل الأسرار المحجبة وإن كان لنزاهته لا يخطبها فهي لوجاهته ترغب أن تخطبه .
فلذلك رسم بالأمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الفلاني لا برح بفضل الله يحيي الدين وبتأييده يبين أنه الحق المبين وبتسديده يصيب عين الصواب في التعيين أن نفوض للمشار إليه صحابة ديوان الإنشاء الشريف بالأبواب الشريفة شرفها الله وعظمها على أجمل عوائده وأكمل قواعده وأحسن حالاته في حسن مقاصده ونفوذ ما يبلغه من رسائل عدلنا في مصادر كل أمر وموارده وليستقر باسمه من المعلوم كذا وكذا .
فليتلق منصبه المبارك بأمل في كرمنا مبسوط ورتبته التي يحمي حماها ويحوط ممضيا للمهمات والمراسم مبقيا من يمن آثاره ما تضحى به ثغور الثغور بواسم معيدا لمن عنده من كتابنا أوقات الأنس فأيامهم به كلها مواسم وبها لهم من الخيرات أجزل المقاسم وقد وفروا دواعيهم إلى الخدمة إذ وفر على نفقتهم دواعيه وهو لسان الدولة وهم أذن صون لما يلقيه إليهم واعية فحق لهم إلى وداده أن يجنحوا وبإسعاده أن ينجحوا وعن ولائه لن يبرحوا ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) فلسرير الملك به سرور وللدولة من أشعة إيابه وطلعة شهابه نور على نور وبهما عماد الشرف الأعلى مرفوع وبيت الفضل الأوفى مغمور وهو وبل هذا الغيث الغمر وشبل هذا الليث الهصور طالما هزم الصفوف من كتبنا بالسطور وجهز بردا سرها بالصون مكتوم وعلمها بالنصر منشور وهو كنز الفضائل وكتابه الذهب شذور ومن هذه الأسرة العمرية بأفق العلياء نجوم وأهلة وبدور وللنير الأكبر إشراق وأتلاق وسفور وغيره بالوصايا المأمور وسواه نبين له قصد السبيل حتى لا يضل ولا يجور ولا