الحمد لله المان بفضله المستعان به في الأمر كله الذي رفع أول الأولياء من العلياء إلى محله ووضع النعم عند من ينص الاستحقاق على تقديمه بمنصبه ويجل ما فوض إليه من أجله وأبدع نظام السؤدد بأجمل حال ما دام يحيى جامع شمله وأودع سر ملكنا الشريف عند الحفيظين منه ومن نجله وأرجع الرياسة إلى من سما ثباتا ونما نباتا وعلا عزما ووفى حزما فبيمن آثاره تضرب الأمثال ولا تجد في يمن سجاياه كمثله .
نحمده على أن أعاد بنا الحق إلى أهله ونشكره على أن جاد روض الآمال بواكف سحاب كرمنا ووبله ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من وفق للصواب في قوله وفعله وتحقق منه جميل الإخلاص في جميع مذاهبه وسبله ونشهد أن محمدا عبده ورسوله المؤوي يوم الجزاء إلى سابغ ظله والمروي يوم العطش الأكبر بسائغ نهله والنبي الذي بعثه خاتم رسله وآتاه من الكرامة ما لم يؤت أحدا من الأنبياء من قبله والمجتبي من علماء صحابته من أهله لإيداع سره وصونه وإبلاغ أمره وحمله وعلى آله الذين سبقوا إلى غايات الفخار وخصوا بخصله وB أصحابه المجاهدين في حبه المعتصمين بحبله خصوصا الصديق الذي أحسن الخلافة من بعده وقاتل من ارتد بقتله ومن فرق بين الحق والباطل بحسن سيرته ومحض عدله ومن تلقى عنه آيات الكتاب فأحسن في ترتيبه وجمعه وأدائه ونقله ومن كان فارس حربه وحارس سربه وكاتب وحيه وخاطب كفله وعن بقية المهاجرين والأنصار الذين انفردوا بأكمل الفضل وأجله صلاة ورضوانا وضح بهما نور الهدى لمستدله ما شفى كرمنا الصدور بصدور إقباله إلى من قام بفرض ولائه ونفله وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد فنعمنا لا تزال للعهود حافظة وبالجود متحفة وبالسعود