وأحكامه مضبوطة بأقواله وأقلامه فليجعل فكره مرآة تجلو عليه صورها ويقم آراءه صحفا تتلو لديه سورها ويأمر النواب بما يراه من مصالحنا ليلبوه سامعين ويسهر جفنه في مصالح البلاد والعباد لترقد الرعايا في مهاد الأمن وادعين ويعضد الشريعة المطهرة بتنفيذ أحكامها وإعلاء أعلامها وإظهار أنوارها وإقامة ما رفعه الله من منارها ولا يعدل في أمور مباشرتها بالممالك الشريفة عن آرائه ولا يمضي فيها عزلا ولا ولاية إلا بعد تتبعه الواجب في ذلك واستقرائه وهو أعلم بما يجب لهذه الرتبة من قواعد إليه يرجع في أوضاعها وعليه يعول في اصطلاحها لانفرادها فيه واجتماعها فليفعل في ذلك ما هو عليه بحسن الثناء جدير وليعتصم بالله في أموره فإنه نعم المولى ونعم النصير إن شاء الله تعالى .
وهذه نسخة تقليد بالوزارة كتب به للصاحب ضياء الدين بالاستمرار على الوزارة من إنشاء الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي .
الحمد لله الذي شد أزر ملكنا الشريف بمن أضاء في أفق الدين علمه وشيد قواعد عدلنا المنيف بمن أعلت منار الحق آياته في أحكام الممالك وحلمه ووطد أركان دولتنا القاهرة بمن يفعل في نكاية أعداء الله فعل الحرب العوان سلمه وأجرى الأرزاق في أيامنا الزاهرة على يد من كفت أقلامه كف الحوادث فلا عدوان تغشى ظلمه ولا عاد يخشى ظلمه وصان ممالكنا المحروسة بآراء من إن صرف إلى نكاية أعداء الله حد يراعه لم ينب موقعه ولم يعف كلمه وإن صرفه في حماية ثغر لم يشم برقه ولم يدق بالوهم ظلمه وإن حمى جانب إقليم عز على الأيام ثل عروش ما حماه وشمه وإن أرهفه لذب