أمور ممالكنا الشريفة بمن تحجب مهابته ذوي الأطماع الطامحة عما لا يحب فلا يلم بهم فيها خاطر ولا يطرقهم بها طيف جاعل التأييد لآرائنا مصاحبا والتوفيق موافقا لأوامرنا التي لا تهمل من مصالح الإسلام مندوبا ولا تدع من مهمات الملك واجبا والإقبال تاليا لمراسيمنا في ارتياد من يغدو قلب المحق من حيفه ساكنا وقلب المبطل من خوفه واجبا واليمن تابعا لاستخارتنا في انتخاب من لم يزل في خدمتنا الشريفة للأدعية الصالحة جالبا ولمنافع الإسلام والملك طالبا ولمضارهما حاجبا .
نحمده على نعمه التي عضدت أيامنا بمن جمعت أدواته رتبتي السيف والقلم وعدقت تدبير ممالكنا بمن أحرزت صفاته مزيتي العلم والعلم وشد أزر دولتنا بمن يبيض بمعدلته من صحائف أيامنا ما هو أحب إلينا من حمر النعم .
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نعدها للقائه ونتيمن بها في افتقاد من نعتضد به في مصالح أهلها وانتقائه ونقدمها أمام كل أمر ندخره لاعتلاء ولينا بالتقى وارتقائه ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أرسله إلى الأمم طرا وخصه بالأمة التي جعل أمارة سبقها إلى الخيرات أن غدت محجلة غرا وأيده بنصره وبالمؤمنين الذين ما منهم إلا من أعرض عن زخرف الدنيا وإن كان حلوا وقال الحق وإن كان مرا وعلى آله وصحبه الذين ولوا أمته فعدلوا والذين تمسكوا بسنن سنته فما حادوا عنها ولا عدلوا صلاة لا تزال الألسن لإقامتها مديمة والقلوب لإدامتها مقيمة وسلم تسليما كثيرا .
وبعد فإن أولى من أبرزت الضمائر في الاعتضاد به مكنون طويتها واعتمدت الخواطر في تصريح علانيتها بأولويته لمصالح الإسلام على نيتها وتشوفت البلاغة لرقم مفاخره وتنافست المعاني في تخليد مآثره وهنأت