نحمده على أن بصر آراءنا بطرق الوفاق وسبل الصواب ونشكره على أن نضر راياتنا في الآفاق فلقلوب العدا من خوفها إرهاق وإرهاب .
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة منزهة عن الشك والارتياب موجهة إلى قبلتها التي ترضاها الألباب ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي أظفر عزمه بالثبات وقهر خصمه بالتباب ووفر قسمه من الإنجاد ويسر حزبه للإنجاب وأظهر اسمه بعد اسمه فحلا في الأفواه ذكره وطاب صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين سلكوا من بعده في رعاية عهده أحسن الآداب صلاة متصلة الأسباب موصلة إلى خير مآل متكفلة بنعم باب لا يزال لسحب جودها في الوجود انصباب ولمقترب وفودها ورود إلى مظان الرضوان من غير إغباب ما جرد انتقامنا على الأعداء سيف سطا يقد الرقاب وأورد إنعامنا الأولياء بحر ندى زاخر العباب وجدد قيامنا بعلم هدى مرت عليه الأعوام وما لمح له أثر ولا فتح له باب واعتمد مقامنا الشريف في الجمع للقلوب والتأليف على أعلى ولي وأعلى جناب وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد فإن أولى من اعتمدنا في الإنجاب والإنجاح على ديانته وانتجدنا فيما أردنا من الاستصحاب للصلاح بإعانته واعتضدنا في تقطين الممالك وتأمين المسالك بصيالته وصيانته ورعينا عند والدنا الشهيد سقى الله عهده صوب الرضوان على علو مكانه ودنو مكانته فاكتفينا في كفالة الأمة وإيالة النعمة بخشيته من ربه واستكانته من حمدت سجاياه وتعددت مزاياه واستندت إلى ما أمر الله تعالى به من العدل والإحسان في الأحكام قضاياه ووجدت منه الزهد والرفق رعاة الإسلام ورعاياه فهو الممدوح فعله من جميع