أركان البيت الشريف المنصوري بالخناصر ونعده للمواقف التي ليس للدين فيها غير تأييد الله وحد السيف ناصر وندخره من معادن أوليائنا الذين تمسكوا من الانتماء إلينا بأمكن الأسباب وأقوى الأواصر ونقلد أعطاف الأواصر منه سيفا يرمى منه بيت العدا ومعاقلهم بأفتك حاصد وأفلل حاصر فكم من مواقف شفع فيها الشجاعة بالخضوع لربه ومواطن لبس فيها قلبه على الدرع إذا لبس غيره الدرع على قلبه ومسالك سلكها في طاعة الله وطاعتنا والسيوف تنفر من قربها ومشاهد شهدها في طاعة الله وطاعتنا والقلوب تفر من حجبها وليال قطعها في خدمتنا لم يصحب غير ألسنة أسنته وأعين شهبها ومقاصد للدين بلغها والسهام لا تحملها من الفرق قوادم النسور وسرايا وقف بينها وبين العدا فضرب بينهم من شجاعته بسور وبحار حرب لم تتجاسر السوابح على قطعها حتى مد عليها من معوجات سيوفه قناطر ومن مقومات ذوابله جسور وكم أنام الرعايا في مهاد عدله فلم يطرقهم طيف ظالم في الكرا ولا روع سربهم خيال مغير أوهمهم السرى بل كانوا محفوظين بمهابته محفوفين بمواهبه وادعين في ظله الذي ما دجا عليهم ليل خطب إلا أطلع لهم بدور الأمن في غياهبه .
ولما كان فلان هو الذي سار بذكر مهابته المثل وصار له في قلوب الأعداء من الرعب ما تشابه فيه القاتلان الوجل والخجل وجمع محاسن الصفات فما أخذ عنه أو نطق به أو نظر إليه إلا وجد ملء المسامع والأفواه والمقل ولا جرد على العدا سيفا إلا وودعت أرواحهم الأجساد ولا أرهف في مجالس العدل والإحسان قلما إلا وضمنت له الآجام التي نشأ بها كرم السيول وسطوة الآساد ولا طلع في أفق مواكب إلا وهالت العدا هالة بدره ودلت على عظم سلطاننا رفعة قدره وشهدت له بحسن طاعتنا طاعة أمرائنا لأمره وأسلف من خدمة والدنا السلطان الشهيد ما لم تزل له به عندنا حقوق مرعية وسوابق مرضية ورتبة تقديم سنية ومزية تقريب جعلته مشاهدا بالعيان مقدما في النية اقتضت آراؤنا الشريفة أن نروع العدا بسيفه ونريهم من تقدمته على الجيوش