ما صورته الاسم الشريف ثم تكتب الطرة تلو ذلك من أول عرض الدرج إلى آخره دون هامش عن يمين ولا شمال بحيث تكون أطراف المنتصبات من أول السطر الأول ملاصقة لأسفل ما كتب في أعلى الدرج مما تقدم ذكره ويأتي بالطرة المناسبة من تقليد أو مرسوم أو تفويض أو توقيع بالقلم المناسب لمقدار قطع ذلك الورق على ما تقدم بيانه ويأتي على ما يكتب في الطرة على ما تقتضيه الحال على ما سبق ذكره إلى أن ينتهي إلى آخره فإن انتهى في أثناء سطر ترك باقيه بياضا وكتب في آخره على ما شرح فيه بحيث يوافي آخر ذلك آخر السطر وإن انتهى ما يكتب في الطرة في آخر السطر كتب تحت ذلك السطر على حيال آخره على ما شرح فيه كما تقدم لا يختلف الحال في ذلك في مكتوب ولاية إلا فيما يكتب على ظهور القصص فإن العادة جرت فيه أن لا يكون له طرة ولا يكتب في أعلاه الاسم الشريف لأنه قد علم أنه لا يكتب فيه إلا الاسم الشريف فلم يحتج إلى تنبيه على ذلك .
الأمر الثاني البسملة الشريفة ومن شأنها أن تكتب في أول كل ولاية لها شأن عملا بقوله كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم يعني ناقص البركة ومحلها من كتب الولايات في أول الوصل الرابع بعد أوصال البياض أما ما لا بال له من كتب الولايات كالتواقيع التي على ظهور القصص وما هو منها على صورة أوراق الطريق فقد جرى الاصطلاح على أنه لا يكتب في أولها بسملة أصلا بل تفتتح برسم بالأمر الشريف .
قلت وقد كان القاضي علاء الدين علي الكركي حين ولي كتابة السر الشريف بالديار المصرية في أول سلطنة الظاهر برقوق الثانية أمر أن تكتب في أول هذه التواقيع بسملة لطيفة المقدار طلبا للتبرك ثم ترك ذلك بعد موته وانتقال الوظيفة إلى غيره ولا يخفى أن ما عليه الاصطلاح هو الوجه فإن النبي قد قيد ما يبدأ بالبسملة بما يكون له بال من الأمور ومقتضاه أن ما لا بال له لا يبدأ فيه ببسملة على أنه قد كان أمر أن تجعل البسملة قبل قوله رسم بالأمر الشريف ومقتضى ذلك أن تقع العلامة فوق البسملة وفيه مالا