الدواوين وهي .
أحق الأعمال بأن ينعم فيها النظر الشافي ويندب لحمل عبئها الأمين الكافي ويحال النظر في تقليدها للقيم بأمرها ويعمل الرأي لارتياد القوي على ضبطها وحصرها ما كان منها جامعا لمصالح الدولة حائزا لمهام المملكة وهي أعمال الديوان والنظر في حفظ وجوه الأموال وما يعين على استنمائها ويعود بالزيادة في أصول أبوابها إذ كان ذلك ملاك الأمور وزمام التدبير في حفظ الجمهور والمعونة العظمى على الاستكثار من الرجال الذين بهم يتم حفظ البلاد وحماية الثغور .
ولما سلطنا البحث على استصلاح من نؤهله لهذه المنزلة واستخلاص من نحله بهذه المرتبة أدانا الاختبار والانتقاد وانتهى بنا الاعتيام والارتياد إلى اختيار الشيخ فلان حين سفرت له النباهة في الكفاية والوجاهة في الخبرة والدراية وجب على اختصاصه بالفضل الذي تحلى بأدبه والعفاف الذي اشتهر من مذهبه من الخصال الحميدة والخلال الرشيدة والفضائل الموروثة والمكتسبة والخلائق المنتقاة المهذبة ورأيناه أهلا لإحلال هذه المكانة وعدلا قيما باحتمال هذه الأمانة وعلمنا أن الصنيعة عنده زاكية المغارس والنعمة المفاضة عليه ضافية الملابس فقلدناه أمر الديوان بحلب وما معها من البلاد المضافة إليها والداخلة في حكمها قاصي ذلك ودانيه وأواسطه وحواشيه مقدمين الاستخارة فيما نبديه من قول ونعزم عليه من فعل .
وأمرناه أن يستشعر تقوى الله سبحانه فإنها الجنة الواقية والذخيرة النافعة الباقية ويعتلق أسبابها فإنها المنجية من المهالك الهادية إلى السبل الواضحة