تتقى ضربته ويختار لصونه الشهم الذي تقف على المصالح همته وتنفذ فيها عزمته .
وحين كانت هذه الصفات فيك موجودة وظلت محسوبة من خلالك معدودة رأينا وبالله توفيقنا ما خرج به أمرنا إلى ديوان الإنشاء من كتب هذا السجل بتقليدك ولاية هذا الثغر وضواحيه وعمله ونواحيه ثقة بمشهور مضائك وعلما بإبرارك على نظرائك .
فتقلد هذه الخدمة عارفا قدر ما خولت منها وعاملا بتقوى الله وخيفته في جميع ما تأمر به وتنهى فإن تقواه الجنة الواقية وإن خيفته الذخيرة الباقية وقد وعد الله المتقين بتيسير الأمور وتكفير السيئات وإعظام الأجور قال الله عز من قائل ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ) ثم قال ( ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا ) واستعمل العدل في جميع من يشتمل عليه عملك ويجري عليه توليك ونظرك وساو في الحق بين الضعيف والقوي وماثل في الحكم بين القريب والقصي وإذا ثبت على شريف حق فلا تحابه لرتبته وإذا ثبت لوضيع فخذه ممن لزمه واستقر في جهته .
واعتمد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما يستنطق بالثناء عليك ألسنة المادحين وينظمك فيمن عناهم الله تعالى بقوله ( يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين ) .
وأقم الحدود على من لزمته بما أمر الله به إقامة تجري بها مجراها