والجراية عن ذلك في غرة كل شهر من استقبال مباشرته ما يشهد به الديوان المعمور لمن تقدمه من النظار بهذه الجهات وهي نظر الثغر وما أضيف إليه على ما شرح أعلاه .
المرتبة الثانية أن تفتتح الولاية بلفظ أما بعد حمد الله أو أما بعد فإن كذا ويؤتى بما يناسب من ذكر الولاية والمولى ثم يذكر ما سنح من الوصايا ثم يقال وسبيل كل واقف عليه .
فمن المكتتب لأرباب السيوف من هذه المرتبة ما كان يكتب لبعض الولاة .
وهذه نسخة بولاية الشرقية وهي .
أما بعد فإنا لما منحنا الله إياه من معجزات النصر المستنطق الألسنة بالتسبيح وآتاناه من نظر حمى ناضر عيش الأمة من التصويح وألبسناه من ثياب العظمة المخصوصة بأحسن التوشيع والتوشيح ووفقنا له من اصطفاء من نقبل عليه بوجه التأهيل للمهمات والترشيح وقواه من عزائمنا التي ترج بها أرض الكفر وتدوخ ووسعه لنا من الفتوح التي أنباؤها خير ما تصدر به السير وتؤرخ لا نزال نبالغ فيما صان الحوزة وحاطها ومد رواق الأمنة ومهد بساطها وقرب نوازح المصالح وجمع أشتاتها وأوجب انصرام حبال اختلال الأمور واقتضى انبتاتها .
ولما كانت الأعمال الشرقية جديرة بمتابعة الاعتناء وموالاته وإعراق كرم التعهد فيما يحفظ نظامها بمغالاته وأحقها بأن تصرف إلى صونها وجوه الهمم الطوامح ويوقف عليها حسن الاحتفال الجامع دواعي تذليل الجامح إذ كانت