ومن ذلك نسخة توقيع بإعادة النظر بثغر الإسكندرية لابن بصاصة في شهور سنة ثمان وسبعين وستمائة وهي .
الحمد لله الذي أضحك الثغور بعد عبوسها ورد لها جمالها وأنار أفقها بطلوع شموسها وأحيا معالم الخير فيها وقد كادت أن تشرف على دروسها وأقام لمصالح الأمة من يشرق وجه الحق ببياض أرائه وتلتذ الأسماع بتلاوة أوصافه الجميلة وأنبائه حمد من أسبغت عليه النعماء وتهادت إليه الآلاء وخطبته لنفسها العلياء .
وبعد فأحق من أماس في أندية الرياسة عطفا واستجلى وجوه السعادة من حجب عزها فأبدت له جمالا ولطفا واصطفته الدولة القاهرة لمهماتها لما رأته خير كافل وتنقل في مراتبها السنية تنقل النيرات في المنازل .
ولما كان المجلس السامي القاضي الأجل الصدر الكبير الرئيس الأوحد الكامل المجتبى المرتضى الفاضل الرشيد جمال الدين فخر الأنام شرف الأكابر جمال الصدور قدوة الأمناء ذخر الدولة رضي الملوك والسلاطين الحسين ابن القاضي زكي الدين أبي القاسم أدام الله رفعته ممن أشارت إليه المناقب الجليلة وصارت له إلى كل سؤل نعم الوسيلة رسم بالأمر العالي المولوي السلطاني الملكي العادلي البدري ضاعف الله علاءه ونفاذه أن يفوض إليه نظر ثغر الإسكندرية المحروس ونظر متاجره ونظر زكواته ونظر صادره ونظر فوة والمزاحمتين فيقدم خيرة الله تعالى