إلى دار ببلوغ الآمال محلال وارتفعت كاهل المجد بسعي لمحظورها به استحلال وسهلت إلى الطاعة كل معتاص من المطالب وغدا الاستحقاق بمرادك نعم الكفيل وبأملك نعم الطالب واشتهرت بخلال اقتضت الرغبة فيما اقتضته إليك من الرغائب وعظم النفع بك حتى لا نفع مع غيبتك بحاضر ولا ضرر مع حضورك بغائب .
ومثل بحضرة أمير المؤمنين فتاه ووليه وأمينه السيد الأجل الذي سارت أوصافه مسير الشمس وأنارت إنارتها وسقت مكارمه سقي الغيوث وأمارت إمارتها وسرت خيوله مسرى طيف الخيال وإن كره الأعداء زيارتها وقامت مهابته مقامها في البلاد وأغارت على القلوب إغارتها ونازع الأقمار بعلو القدر دارها وما حسبوا الدست له دارتها وأشارت له السعادة العلوية وأمضى التلطف إشارتها وأحسن به شارتها وطالع بما أنت عليه من طاعة تبذل فيها الطاقة وكفاية إذا تعاطاها الوصف المتسع ضيق نطاقه وعدك في سرعان الأولياء إذا رتب سواك في الساقة واحتسب بما لك من حسنات نظمها نظم السياقة وبما قرره لك من الخدمة إلى ولاية كذا خرج أمر أمير المؤمنين بأن يوعز إلى ديوان الإنشاء بكتب هذا السجل لك بالخدمة المذكورة سكونا إلى مناصحتك التي سكنت ضميرك وركونا إلى موالاتك التي حققت أملك وتقديرك وإيرادا لك إلى الموارد التي توجب تقديمك وتصديرك فتقلد ما قلدته منها بادئا بتقوى الله التي إن جعلتها جنتك كانت جنتك وإن استشعرتها عمدتك أنجزت في الدارين من السعادتين عدتك قال الله تعالى في كتابه المكنون ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) وقال تعالى ( وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون ) وابدأ في هذا الثغر الجليل قدره المصاقب لما به محل السعد ومقره الميسر به لكل عامل ثوابه وأجره