الهوى سالكا سبيل الهدى فإن التقوى أحصن الجنن وأزين الزين ( وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) فإن الله تعالى يقول ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) وحض على ذلك فقال سبحانه ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) وخذ العهد على كل مستجيب راغب وشد العقد على كل منقاد ظاهر ممن يظهر لك إخلاصه ويقينه ويصح عندك عفافه ودينه وحضهم على الوفاء بما تعاهدهم عليه فإن الله تعالى يقول ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا ) ويقول جل من قائل ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) وكف كافة أهل الخلاف والعناد وجادلهم باللطف والسداد وأقبل منهم من أقبل إليك بالطوع والانقياد ولا تكره أحدا على متابعتك والدخول في بيعتك وإن حملتك على ذلك الشفقة والرأفة والحنان والعاطفة فإن الله تعالى يقول لمن بعثه داعيا إليه بإذنه محمد ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) ولا تلق الوديعة إلا لحفاظ الودائع ولا تلق الحب إلا في مزرعة لا تكدي على الزارع وتوخ لغرسك أجل المغارس وتوردهم مشارع ماء الحياة المعين وتقربهم بقربان المخلصين وتخرجهم من ظلم الشكوك والشبهات إلى نور البراهين والآيات واتل مجالس الحكم التي تخرج إليك في الحضرة على المؤمنين والمؤمنات والمستجيبين والمستجيبات في قصور الخلافة الزاهرة والمسجد الجامع