الله لمن كان بعين قلبه مشاهدا وبه تتبين مواقع التحليل والتحريم وفيه تتعين مقاطع الحكم بالتحكيم ولمجالسه الوقار فهي جنة لا لغو فيها ولا تأثيم والظالم فيه وإن ظفر فإنما ظفر بما يقطع له من نار الجحيم .
ولا تجعل بين المتحاكمين إليك من فرق وساو في الحكم بين كافة الخلق ولا تحكم بحجة أحد الخصمين وإن كان لها السبق ( فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ) ولا تقطع بعلمك وإن كنت عليما ولا تبال في الله أن تغضب ظالما وترضي مظلوما وأجعل لنفسك من نظرك وإصغائك بين المترافعين إليك مقسوما فلا تحقر خطأ الحكم وتجنب منه بينهما ما تجده عند الله عظيما واحكم بينهم بما أنزل الله ولا تكن للخائنين خصيما وتجلبب بالوقار الذي يبين فضل الملة ويشهد للكفر بالذلة ويلبسك فخر السراة الجلة ولا يمنعك مذموم التكبر عن محمود التدبر ولا جبر لكسر التجبر ولا خير فيمن لا يمهل روية التحير فالعجلة تضيق ميدان التخير وإذا أوضح الملتبس لفهمك وعز القطع بفصل حكمك فأفهم الظالم ما توجه عليه لخصمه فربما أوتي من سوء فهمه لا من طريق ظلمه ولعله لا يجمع عليه بين فوت مراده وبقاء إثمه وذاكر المقدمين على اليمين بما على من يمين وأن كاذبها يدع الديار بلاقع وأن خرق الجرأة على الله ماله من راقع وصرعة الفاجر ما لها من مزيل ولا رافع ومن قطعه الحصر عن الإفصاح وصرفه العي عن الإيضاح فاستعمل معه أناة توضح ما يختلج في صدره ورفقا يفصح ما يختلج في فكره فإن رسول