الضعيف الجنان الناقص العدة المقصر النجدة المدخول النية النغل الطوية فإذا كملت العدة من أهل الجلد والشهامة وأولي الحماسة والصرامة استدعيت من بيت المال ما ينفق فيهم من مستحق أطماعهم ومعونة طريقهم وأجريت النفقة فيهم على أيدي عارضيهم وكتابهم فإذا أزحت عللهم فاستصحب من العدد والسلاح والخيم والأزواد والأموال ما يرهب الأعداء وينهض الأولياء وأذن في مطوعة المسلمين بجهاد المشركين في كل بلدة تنزلها ومحلة تحلها وابذل لهم الظهر والميرة والمعونة بالسلاح وما يستدعونه وأرهف عزائمهم في غزو الكفار وإجلائهم عن الأوطان والديار واسلك الطريق القاصد ولا تفارق أهل المناهل والموارد ولا تغذ السير إغذاذا تنقطع له الرجال وتتأخر به الأزواد ولا تتلوم في المنازل تلوما تتصرم فيه الآماد ويوجد المشركين مهلة للاحتيال والاستعداد وراع جيشك عند الحل والترحال ولا تباعد بين مضاربهم إذا نزلوا ولا تمكنهم من التفرد إذا ارتحلوا وخذهم بالاجتماع والالتئام والتآلف والانتظام ولا سيما إذا حصلوا في أرض العدو فإنهم ربما اهتبلوا الفرصة في المسير المتسرع والمبيت المتفرد ونالوا منه ما تتوسم به الهضيمة على أهل الإسلام والعياذ بالله .
وإذا دانيت القوم فأعط الحزامة حقها مستعملا تارة للدهاء والخداع وأخرى للقاء والقراع فربما أغنت المساترة عن المكاشرة ونابت مخايل التلطف عن مداخل التعسف وكفت