الارتواء ووقوع التساوي والاكتفاء وقدم أمامهم من يمنعهم من التسرع وأخر وراءهم من يحفظهم من التقطع ورتب ساقتهم ولا تخل بحفظهم من جميع جهاتهم وطالع أمير المؤمنين في كل منزل تنزله ومحل تحله بحقيقة أمرك ليقف عليها ويمدك بما ينهضك فيها .
هذا عهد أمير المؤمنين إليك فتدبره عاملا عليه متبصرا بما فيه عاملا بما يحسن موقعه لك ويزيدك من رضا الله وثوابه إن شاء الله تعالى .
ومنها ما أورده في رسم تقليد الإمارة على الجهاد وهذه نسخته .
الحمد لله الصادق وعده الغالب جنده ناصر الحق ومديله وخاذل الباطل ومذيله محل النكب بمن انصرف عن سبيله ومنزل العقاب بمن تحرف عن دليله الذي اختار دين الإسلام فأعلى مناره ووضح أنواره واستخلص له من أوليائه أعضادا لا تأخذهم في الحق لومة لائم ولا يغمضون عن المكافحة دونه جفن حالم وجزاهم على سعيهم في نصرته جزاء فيه يتنافس المتنافسون وإلى غاياته يرتمي بالهمم المجدون قصدا من الله تعالى في إعزاز دينه وإنجاز ما وعد به خلفاءه من إظهاره وتمكينه وقطا لشوكة أهل العناد وتعفية لآثار ذوي الفساد وتوفيرا لأحاظي من بذل الاجتهاد من سعداء عباده في الجهاد .
يحمده أمير المؤمنين أن اختصه بلطيف الصنع فيما استرعاه ووفقه للعمل بما يرضيه فيما ولاه وأعانه على المراماة عن دار المسلمين والمحاماة عن ذمار الدين ومجاهدة من ندعنهما صادفا ونكب عن سبيلهما منصرفا وإبادة من عند عن طاعته واتخذ معه إلها آخر لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يقول المشركون علوا كبيرا واستنزالهم من صياصيهم قهرا واقتسارا وإخراجهم عن بيوتهم عزا واقتدارا وإذاقتهم وبال أمرهم وعاقبة كفرهم اتباعا لقول الله