ما يفسح آمالها في الآجال ويوثقها بدرور الأمثال فإنهم أمراء الحروب وكفاة الخطوب الذين يجاهدون عن الحوزة ويرامون عن الدولة وافرض لهم من الإكرام وتام الاهتمام ما تقتضيه مكانتهم في الدولة وموضعهم من الخدمة وتكفل أوساطهم بالرعاية واصرف إليهم شطرا موفورا من العناية وألحق من برز منهم وتقدم ونهض وخدم بنظرائه وأمثاله وساو بينه وبين أشكاله وتعهد أطرافهم بملاحظتك وتفقدهم بسياستك وخذهم بلزوم السير الحميدة والمذاهب السديدة والتوفر على ما يرهف عزائمهم ويؤيد أيديهم ولا تفسح لأحد من هذه المذاهب في مخالطة العوام ولا مشاركة التجار والاحتراف ووكل بهم من النقباء من يبتلي سيرهم وينهي إليك أخبارهم فمن علمته قد اجترأ إلى نسخ المذهب فتناوله بأليم الأدب واحضضهم على الإدمان في نقل السلاح والضرب بالسيف والمطاعنة بالرمح والإرماء عن القوس وميز من مهر واستقل وقصر بمن ضجع وأخل فهم كالجوارح التي ينفعها التعليم والإجراء ويضرها الإهمال والإبقاء وفي صرفك الاهتمام إليهم ما يزيد في رغبة ذي الهمة العلية ويبعث المعروف في النفس الدنية وأن تطالبهم بالاستعداد وارتباط الخيول الجياد والاستكثار من السلاح الشاك والجنن وليكن ما تطالبهم بإعداده من هذه الأصناف على حسب الفروض من العطاء ولا ترخص لأحد في الاقتناع بما لا يليق بمنزلته والرضا بما يقع دون ما يعتده أماثل طبقته .
ومن مات من هذه الطائفة وخلف ولدا يتيما فضمه إلى أمثاله وانظر في حاله ووكل به من يفقهه في دينه ويعلمه ما لا غنى به عن تعليمه من كتاب الله وسنته ومن يهذبه في الخدمة ويعلمه العمل بآلاتها والتنقل في حالاتها ويطلق له من إنعام أمير المؤمنين ما يقوم بكلفتها ولوازمها وخذ كل من تقدمهم بخدمها والجري على عادتها في النهوض بما يستنهض به ولا يفسح لها في التثاقل عنه وسو بينهم في الاستخدام ولا تخص قوما دون قوم بالترفيه والإجمام فإن في ذلك إرهافا لعزائمهم وتقوية