الذي استمدت السيوف الباترة من مضائه وعز جانب التوحيد بانتصائه لجهاد أعداء الله وارتضائه والإقدام الذي تلوذ منه أسود الوقائع بالفرار والبأس الذي لا يعصم منه الهرب ولا ينجي من بوادره الحذار .
وحضر بحضرة أمير المؤمنين فتاه ووزيره وصائن ملكه وظهيره السيد الأجل الذي فأثنى عليك ثناء طال وطاب وحرر في ذكر مناقبك ومحاسنك القول والخطاب وذكر مالك من الأعمال في الأعمال الغربية التي أعادت الأمنة على الرعية وما استعملت فيهم من السيرة العادلة والسياسات الفاضلة وقرر لك الخدمة في ولاية أعمال الغربية فخرج أمر أمير المؤمنين إليه بأن يوعز إلى ديوان الإنشاء بكتب هذا السجل لك بالولاية المذكورة فتقلد ما قلدته عاملا بتقوى الله سبحانه الذي إليه تصير الأمور ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وقال الله جل من قائل في كتابه المكنون ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) فاعمم بالعدل من تشتمل عليه هذه الولاية وانته في حياطتهم وكلاءتهم إلى الغاية وصنهم من كل أذى يلم بساحتهم وتوفر على ما عاد باستتباب مصلحتهم واخصص أهل الستر والسلامة بما يصلح أحوالهم ويشرح صدورهم ويبسط آمالهم وقابل الأشرار منهم بما يدوخ شرتهم ويكف عن ذوي الخير مضرتهم واشدد وطأتك على الدعار وأهل العناد وتطلبهم حيث كانوا من البلاد واقصد حماية السبل والطرقات وصنها من غوائل المفسدين على ممر الأوقات ومن ظفرت به من المجرمين فاجعله مزدجرا لأمثاله وموعظة لمن يسلك مسلك ضلاله والمقدمون على سفك الدم الحرام والمرتكبون لكبائر الذنوب والإجرام فامتثل فيهم ما أمر الله تعالى به في كتابه الكريم إذ يقول ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض