فكل منهم شاكر لله على النعمة بك وبث في أقطارها ما يحجز النفوس العادية عن التظالم ويعيد شيمتهم بعد العدوان مخلدة إلى التوادع والتسالم ومن أقدم على كبائر الإجرام ولم يتحرج عن الدم الحرام فامتثل فيه ما أمر الله به في قوله ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) .
واعتمد المستخدم في الحكم العزيز والدعوة الهادية ثبتهما الله بما يقوي عزمه وينفذ حكمه وأجزل حظه من إعزاز الجانب وتيسير المطالب وأحسن إليه العون على صون المؤمنين واجتلاب المستخبثين والمستخدمون في الأموال من مشارف وعامل وغيرهما فاندبهم في عمارة الأعمال وبلغهم في المرافدة كنه الآمال واشدد منهم في صون الارتفاع وحفظه من الإفراط والضياع وضافرهم على استخراج الخراج وخذهم بحمل المعاملين على أعدل منهاج .
والرجال العسكرية المركزية المستخدمون معك فاستخدمهم في الخدم السانحة وصرفهم في المهمات القريبة والنازحة فمن استقام على طريق الصواب أجريت أموره على الأنتظام والاستتباب ومن كان للإخلال آلفا وللواجب مخالفا قومت بالتأديب أوده وحلأته عن مورد الفساد الذي تورده .
هذه درر من الوصايا فابعث على إحضاره الثقة بهدايتك إلى كل صواب واعتلاقك من الديانة والأمانة بأوثق الأسباب وإحاطة علم أمير المؤمنين باستغنائك بذاتك وكمال أدواتك عن الإيقاظ والتنبيه والإرشاد فيما تنظر فيه