الناس ولا تميز فيه رفيعا على حقير ولا غنيا على فقير وأقم الحدود على من وجبت عليه إقامة يرتدع بها المغرور وتستقيم بها الشؤون وتنتظم الأمور وراع من بهذه المدينة المحروسة من شهودها ومتميزي أهلها ففيها الفقهاء والأتقياء والقراء والعلماء والمتميزون الأعيان الوجوه وأهل السلامة الذين يستوجب كل منهم نيل ما يأمله وبلوغ ما يرجوه فاعتمد إعزازهم وتوخ تكرمتهم ووفهم ما يجب لهم من الحق والقهم بالوجه المسفر الطلق وأمر بالمعروف ونص إليه وانه عن المنكر وعاقب عليه وتفقد أحوال المطاعم والمشارب وحافظ على إجرائها على أحكام الصواب وقضايا الواجب واحظر في المكاييل والموازين البخس والتطفيف وقدم الإنذار في ذلك والتحذير والتخويف وأوعز بتنظيف المسالك والساحات وامنع من توعير السبل والطرقات واعتمد كل ليلة مواصلة التطواف على أرجاء هذه المدينة وأكنافها ومتابعة الإطلال على نواحيها وأطرافها واعمل فيمن تظفر به من عابث وعاد ومنتهج طريق الفساد ما يرتدع به سواه ويجعله موعظة لمن يعدل عن الصواب ويتبع هواه واشدد من المتصرفين على باب الحكم العزيز في قود أباة الخصوم لينظر بينهم فيما ينتصف به المظلوم من الظلوم وتقدم بتوقير الجوامع وصيانتها وحافظ على ما عاد ببهجتها ونظافتها وخذ المستخدمين من الأرباع بأن يتيقظ كل منهم لما يجري في عمله وأن يكون كل ما يحدث وينهى إليك من قبله وانظر في الصناعة المحروسة وفي عمائر الأساطيل المظفرة المنصورة وتوفر على تدبير أمورها والاهتمام بشؤونها وحفظ ما فيها من الأخشاب والحديد والعدد والآلات والأسباب وابعث المستخدمين على المناصحة فيها وبذل الجهد في قصد مصالحها وتوخيها وأجر أمر هذه الولاية على ما يشهد بحسن أثرك وجميل ذكرك وطيب خبرك فاعلم هذا واعمل به وطالع مجلس النظر السيدي الأجلي بأمور خدمتك وما يحتاج إليه من