قومت أوده وثقفته وأشرفت به على منهج الصراط ووقفته فاعلم هذا واعمل به إن شاء الله تعالى .
وهذه نسخة سجل بولاية الفسطاط المعبر عنها بمصر على نحو ما تقدم في ولاية القاهرة وهي .
أما بعد فإن أمير المؤمنين لما خص الله به آراءه من التأييد الذي يسدد سهامها ويجزل من التوفيق سهامها وأطلق به يده من أياد تسبق آماد الآمال وتكاثر أوهامها وألبس الدين ببقائه من مهابة تصير قلوب أعدائه مهامها وميز به عصره من خصائص نصر لا تطيل الأيام استفهامها ولا تخشى استبهامها ويسره من نبإ دعوته التي طبقت أنجاد الأرض وتهامها ورقاه من محل أمانة الإمامة التي لا يظهر أرباب الألباب على أسرار الله ولا اتهامها وناطه بتدبيره من إيالة البرية والاعتناء بمصالحها وأصابه من مراشد اليقين التي تستضيء العقول بمصابحها وأتى به الأنفس الصالحة من تقواها وصرف بما صرفه على لسانه من الحكم عنها مضار الشبه وطواها وألبسه من هدي النبوة التي قرب الله إسناد من رآها وفضل من رواها يستغزر مواد التوفيق من خالقه بنصحه في الخلائق ويقدم الاستخارة بين يدي أفعاله فهي به أملك الخلال وأخص الخلائق ويعتام للقيام بتكاليف الاستنهاض ويختار لتقويم المياد من اشتهر بالتدبير وجبر المنهاض ويقدم لكبار الولايات وعواليها وخصائص الرتب وغواليها من تكافأت في استيعاب المحاسن خلاله وخطب الخدم المتكثرة لأولي الحظوظ استقلاله وعلم استبداده بطيب الذكر وأمن انفصاله وأوى إلى جنة مريعة وجنة منيعة من