والمناجح وتقوم الحجة عند الله بالاعتضاد به فيما يقضي بنفع العباد ويسهل الاعتماد على ديانته بالنصح لله في الحاضر من بريته والباد وينطق شرف خلائقه بتوفره على إحراز مغانم البر والتقوى وتعرب طرائقه عن السعي الذي لا يقف في مرضاة ربه دون بلوغ الغاية القصوى وتدل أحواله على رعاية حقوق الله سبحانه في كل ما يفعل ويقول وتوضح أخباره حسن تأتيه في مصالح الأمم لما يعجز عن استنباطه رواجح العقول ويقتدح نظره أنوارا يستضاء بها في طرق السياسات الفاضلة ويفتتح فكره أبوابا تضحى بها الخليقة إلى الخيرات الكاملة واصلة ويبعثه حسن جبلته على أن يحتقر في إعانة البرايا عظائم المشاق ويدعوه كرم سجيته إلى أن يحنو على الرعايا حنو من يتوخاهم بالرحمة والإشفاق ويقوى بإعانته المستضعف قوة تحصنه من عدوى الاهتضام ويعز بملاحظته المستذل عزة تخرجه عن صورة المقهور المستضام ويقتفي الآثار الصالحية في عدل الطباع وحسن الشيم ويتبع السنن الغياثية في الإحسان إلى جميع الأمم ويقصد في اللطف بالصغير والكبير قصدها وينتحي نواجم الباطل فيعتمد اجتثاثها وحصدها ويكون تفويض أمير المؤمنين إليه توثقا عند خالقه وباريه واحتياطا لنفسه في استناد المهمات منه إلى من لا يدانيه مدان ولا يباريه وتتيمن الدولة العلوية بمباشرته للأحوال تيمنا يؤذن لها بإدراك كل مطلب بعيد وتستسعد بحسن سيرته استسعادا يقضي للمناجح بتمكين تبدي فيه وتعيد وتختال الأيام بما اجتلته من جواهر مفاخره وتزدان الأزمان بما توشحته من مناقبه التي حقرت الملوك في أول الدهر وآخره .
وقد اكتنفتك أيها الأجل عنايات الله سبحانه واشتملت عليك وتتابعت مواد