العلوية وتقوم ومجتبيهم للفضل بمرضاته فيما يقضي بإغاثة الملهوف وإنصاف المظلوم الذي تنقاد بمشيئته الأمور وتتصرف بإرادته الدهور ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ويغدو فضله على عباده جسيما و ( لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) .
والحمد لله الذي أوضح بأنبيائه سبل الهدى للأنام وأنقذ بإرشادهم من عبادة الأوثان والأصنام وأقام باجتهادهم أحكام ما شرعه من الملل والأديان وأذهب بأنوارهم ماغمر الأمم من غياهب الظلم والعدوان وقفى على آثارهم بمن لا نبوة بعد نبوته ولا حجة أقطع من حجته ولا وصلة أفضل من وصلة ذخرها لأمته ولا ذرية أقوم بحق الله في حفظ نظام الإيمان من عترته وذريته .
يحمده أمير المؤمنين على أن مكن له في الأرض وذخر شفاعته لذوي الولاء في يوم النشور والعرض وأورثه خصائص من مضى من أئمة الهدى آبائه وأفرده بمعجز التأييد الذي أضاءت الآفاق بمشرق أنبائه ويشكره على أن أنجد دولته بكفيل جدد جلبابها وظهير أحكم أسبابها ونصير بلغ بها في الولي والعدو مطالبها وآرابها واستنجب له من نجله خليلا يتلوه في الفضائل البارعة وناصرا يحاول في الذب عن حوزته عزما أمضى من السيوف القاطعة وعضدا يقوم له بإرضاء الخالق والمخلوق ومسعدا لا يألو جهدا في إيصال المستحقين إلى ما جعله الله لهم من الحقوق .
ويسأله أن يصلي على جده محمد سيد من بلغ عن الله رسالة وأمرا وأفضل من دعا إلى توحيد بارئه سرا وجهرا وأكمل من جاهد عن دينه حتى ظهرت بعد الدروس جدته وقهرت إثر الخضوع عزته وانتشرت في المشارق والمغارب كلمته ودعوته صلى الله عليه وعلى أخيه وابن عمه أبينا علي بن أبي طالب قسيمه في الشرف والأبوة وصديقه الأكبر فيما جاء به من النبوة والمكمل بالنص على إمامته الدين وخامس الخمسة الذين سادسهم الروح